
وهنا يقدّم السّيد الرّؤية الإقتصاديّة الصحيحة في الجانب الإقتصادي, مبيّناً أنّ كثرة النّاس, وكثرة النّموّ السّكاني, لا تؤثّر تأثيراً سلبيّاً على الجانب الإقتصاديّ والمعيشيّ للنّاس, بل العكس من ذلك فكثرة تعداد الشّعوب, وتزايد النّموّ السّكاني, يؤثّر تأثيراً إيجابياًّ في تحقيق النّموّ الإقتصاديّ للشّعوب, ونهضتها التّجاريّة, والمعيشيّة, ويبيّن السّيد أنّ الإختلالات في هذا الجانب تأتي من عند القائمين على النّاس, وحكّامهم, وأنظمتهم, الّتي لا تقدّم الخطط, والرّؤى الإقتصاديّة الصّحيحة الّتي تحقّق النّهضة, والنّموّ الإقتصاديّ للشّعوب, بل يتّجهون لنهب الثّروات, والموارد الإقتصاديّة, ويسمحون بتغلغل الفساد في كلّ مؤسّسات, وأجهزة الدّولة, مّما يسبّب المعاناة الإقتصاديّة, والمعيشيّة للشّعوب نفسها, يقول السيد: (فيما يتعلق بالنمو الإقتصادي أيضاً قلنا سابقاً أنه يشكل الشعب الكبير سوقاً استهلاكية لمنتجاته هو، يساعد على النمو الإقتصادي, اليد العاملة أيضاً، حتى أنهم يقولون عن بعض البلدان في أوربا: أنها ربما قد تكون بعد فترة من السنين تنهار اقتصادياً، وهي من البلدان الراقية صناعياً بسبب ماذا؟ قلة اليد العاملة، بسبب تحديد النسل، لاحظ في إسرائيل هل هناك تحديد للنسل؟ أو هم يبحثون أيضاً، يبحثون عن اليهود من خارج يجمعونهم هناك لماذا؟ لأن عندهم اهتمام، عنده طموح كبير بأن يهيمن على العالم، فهو يحتاج إلى الواحد، يحتاج إلى الشخص الواحد, والعرب والمسلمون بشكل عام أعداد كبيرة جداً جداً، وإذا قد هم متذمرون من كثرتهم، والحكام أنفسهم صاروا يقولون: مشكلة، أنتم تشكلون زحمة! لكن لماذا لم تشكل زحمتنا انهيار لاقتصادك أنت؟ أليس لديهم أموال كبيرة جداً؟ وعندهم بنايات فخمة جداً، وعندهم رؤوس أموال كبيرة جداً في الخارج حتى أنه لا يوظفها هنا لو أنهم يوظفونها هنا في داخل البلاد كان ذلك يشكل نعمة، فقط عندما يأتون يقولون لنا: أنتم عندما تكونون في أزمة اقتصادية - في الواقع سببها هم - يقولون لنا: سببها أنتم، قد أنتم كثير، زحمة مزدحمون هناك! لكن لماذا أما أنت؟ أنك توفر الأموال الهائلة جداً وتطفح عندك وتصدرها للخارج أرصدة في البنوك) سورة البقرة الدرس التاسع.
اقراء المزيد